من دراما تسطح الواقع وتخاصمه إلى دراما تزيفه .. دراما رمضان لا معقولة ....سنجد أن (عادل أمام ) صحفى فى الثمانين من عمره يجرى تحقيقات إستقصائية فى الشوارع ويخوض مغامرات تعزعلى شاب فى العشرين!، تدور الدراما حول اغتيال نجمة سينمائية مشهورة والتى قيدت كحادث إنتحار! ثم عثورالصحفى على مذكراتها التى تكشف فساد الوسطين آآ الفنى والسياسى!
يزيح الصحفى المعارض عادل أمام وزيرا من كرسيه بعد كشف فساده وتورطه الجنائى !(وكأن الفساد لم يكن صناعة نظام زمن مبارك ؟ أتذكر كما من النشر فى قضايا الفساد يرتفع لجبال لم يلتفت أليها ! وأتذكر أن وزير الثقافة تقدم بإستقالته بعد حريق مسرح بنى سويف الذى راح ضحيته 157 مبدعا ورفضت الرئاسة إستقالته .! )
وتصل المبالغات بكشف مؤامرة لإنتاج أفلام بدعم فرنسى آآ لنشر الشذوذ الجنسى سينمائيا !! والحقيقة أننى حاولت أن أتذكر فيلما واحد أنتجته السينما المصرية لترويج الشذوذ الجنسى فلم أجد ! كيف وافق النجم عادل أمام على تلميحات بهذه التهم القذرة تذهب لفنانين بعينهم وهم زملاء له !
ضابط أمن الدولة ( الفنان فتحى عبد الوهاب)آآ يقدم كحامى للبلد من موجات الشذوذ والفساد، ويطلب الصحفى المعارض من الضابطآآ استخدام قانون الطوارىء للقبض على مروجى الشذوذ، ولكن يا للعجب آآ الضابط يخبره بخطأ هذا الإجراء وأنه سينتظر أدلة قوية! ثم آآ كيف يطلب ضابط فى جهاز أمنى يحتوى أقساما دقيقة للمعلومات من صحفى معارض معلومات بسيطة متداولة، والمضحك أن الصحفى يحصل عليها من خلال حفيده من جوجل! ثم كيف تقوم صداقة وتعاون معلوماتى بين ضابط مباحث أمن دولة وبين صحفى معارضآآ زمن مبارك ! ثم يتواصل التزييف فالضابط يحمى مصر من مؤامرة الشذوذ الجنسى المدعومة فرنسيا! و لا نعرف لماذا الإساءة لدولة صديقة كفرنسا؟ ثم يحمى شرف الأسرة من المدرس الذى حاول التغرير بتلميذته المراهقة! مسلسل دعائى لزمن مبارك بأثر رجعى.
ما احتياجنا لهذه الدعاية! وهناك بطولات وشهداء للوطن من ضباط الداخلية والجيش الذين خاضوا ولا يزالوا يخوضون معارك شرسة ضد الإرهاب!
لماذ يبكى صناع عوالم خفية زمن مبارك، ما مصلحتهم فى ذلك؟
هل هناك ما يمنع فضح فساد زمن أدانه الشعب والقضاء وتمت إزاحته والثورة عليه؟! أذا كان صناع الدراما غير قادرين على تناول الحاضر فليتركوا الماضى القريب دون تزييف!
------------------